حادثة الفيل إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لأشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..... ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أما بعد ..... فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . عباد الله ..... كانت البشرية تموج بعواصف من الشهوات والمآثم ، كفر بالله واليوم الآخر ، عصبيات طائشة ، عادات وتقاليد ، ما أنزل الله بها من سلطان ، بطر وأشر وتكبر على البشر ، ثم آن الأوان لخروج النور ، وقبل طلوع الفجر آيات وعلامات تدل على قرب شروق الشمس . عباد الله .... تذكرون قصة أصحاب الأخدود ، وكيف خدت لهم الأخاديد ، وقتل منهم قريب من عشرين ألفا ، ثبتوا على دينهم . ذكر ابن إسحاق أنه لم ينج من أهل نجران إلا رجل واحد ، يقال له دوس ذو ثعلبان هرب على فرس له ، سلك الرمل طريقا في الصحراء ، فأعجزهم فمضى على وجهه ، فأتى إلى قيصر الروم ، فأستنصره على ذو نواس الملك الظالم الطاغية في بلاد نجران ، فاستنصره عليه وعلى جنوده ، وأخبره بما وقع منهم وما فعلوه بالمؤمنين ، ولأن قيصر كان نصرانيا فقال : " إن بلادكم بعيدة ولكن سأكتب إلى ملك الحبشة فإنه على هذا الدين يعني النصرانية ، وهو أقرب إلى بلادكم " فكتب إليه يأمره بنصر أهل نجران وأن يطلب بثأر أولئك اللذين خدت لهم الأخاديد . فجاء دوس إلى النجاشي ومعه كتاب قيصر فبعث معه النجاشي سبعين ألفا من الحبشة وأمر عليهم رجلا يقال له أرياط ، ومعه من جنوده رجل يقال له أبرهة الأشرم ، ولم يكن أشرما حينها ، فركب البحر أرياط وجنوده ومعه دوس هذا الرجل الذي نجا من أهل نجران وسار إلى ذو نواس ، وخرج ذو نواس بحميَر ومن أطاعه من قبائل اليمن ، فلما التقوا انهزم ذو نواس ومن معه ، فلما رأى ذو نواس ما حل ونزل بقومه وجه فرسه في البحر ، ثم ضربه فدخل به وخاض به ضحضاح البحر ، أي رمل وصخر، فكان ذلك آخر العهد به ، هلك في البحر . قال ابن إسحاق : فأقام أرياط في اليمن سنين في سلطانه ثم نازعه أبرهة حتى تفرقت الحبشة يعني أهل الحبشة اللذين كانوا في اليمن ، تفرقوا بينهما فانحازت طائفة منهم إلى أرياط ، وانحازت طائفة منهم إلى أبرهة ، ثم سار أحدهما إلى الآخر حتى يصبح الملك لواحد منهما فلما تقارب الناس للقتال أرسل أبرهة إلى أرياط أن أبرز لي وأنا أبرز لك فأينا أصاب صاحبه انصرف إليه جنده بدل ما تتقاتل الجنود نتقاتل أنا وإياك فأينا هزم الآخر جنود الثاني تنضم إليه حقنا للدماء فأرسل إليه أرياط أن أنصفت ، فخرج إليه أبرهة وكان قصيرا لحيما وكان ذا دين في النصرانية ، وخرج إليه أرياط وكان رجلا جميلا عظيما طويلا ، خرج أرياط وفي يده حربة له ، وكان خلف أبرهة غلام له يقال له عسوده يمنع ظهره ، فرفع أرياط الحربة فضرب ابرهة يريد يافوخه رأسه فوقعت الحربة على جبهته فشرم حاجبه وعينه وأنفه وشفته فبذلك سمي بأرهة الأشرم ثم فاجأ عسوده غلام أبرهة فأجأ أرياط من خلفه فقتله واجتمع جند أرياط على أبرهة فدانت بلاد اليمن إلى أبرهة ، فاجتمعت له اليمن بمن فيها الأحباش وغيرهم فلما بلغ ذلك الخبر إلى النجاشي ملك الحبشة الذي بعث الإثنين إلى اليمن ، غضب غضبا شديدا على أبرهة وقال : عدى على أميري فقتله بغير أمري ثم حلف لا يدع أبرهة حتى يطأ بلاده ويجز ناصيته يطأ على رأسه . أبرهة ذكي فماذا صنع ، حلق رأسه وملأ جرابا من تراب اليمن ثم بعث إلى النجاشي وكتب إليه : " أيها الملك إنما كان أرياط عبدك وأنا عبدك فاختلفنا في أمرك وكلنا طاعته لك ولكني كنت أقوى على أمر الحبشة وأضبط وأسوس منه وقد حلقت رأسي كله حين بلغني قسمك وبعثت معه في جراب تراب أرضي تضعه تحت قدميك فتبر قسمك " فلما انتهى ذلك إلى النجاشي أعجبه ورضي عنه وكتب له " أن أثبت على ملك اليمن حتى يأتيك امري " قال ابن اسحاق : ثم إن أبرهه بنى القليس ، كنيسة لم يرى في زمانها على الأرض ،ثم كتب إلى النجاشي " أني قد بنيت لك كنيسة لم يبنى مثلها لملك كان قبلك ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب أولئك اللذين يحجون إلى الكعبة فأصرفهم إلى هذه الكنيسة " ذكر السهيلي : أن أبرهة أستزل أهل اليمن من العرب في بناء هذه الكنيسة وكان من يتأخر عن عمله حتى تطلع الشمس يقطع يده ، وجعل ينقل إليها من قصر بلقيس رخاما ، وأحجارا، وأمتعة عظيمة ، وركب فيها صلبانا من ذهب وفضة وجعل فيها منابر من عاج وأبنوس ، وجعل إرتفاعها عظيما ، وبقيت على حالها تلك بعد أن هلك أبرهه إلى زمن السفاح أول خلفاء بني العباس ، فبعث إليها جماعة من أهل العزم والحزم والعلم فنقضوها حجرا حجرا ودرست آثارها ومحيت إلى يومنا هذا . قال ابن إسحاق : فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة إلى النجاشي الذي ذكر فيه أنه سيصرف العرب عن حجهم إلى بيت الله الحرام إلى كنيستة الخسيسة ، غضب رجل من النسأة من كنانة اللذين ينسأون شهر الله الحرام ، يؤخرون الشهر الحرام إلى الذي يليه يقدمونه شهرا ويؤخرونه شهرا كما قال الله ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ) ...... فأتى هذا الرجل الذي من كنانة حتى بلغ كنيستهم فقعد في الكنيسة وأحدث فيها قذرها من حيث لا يراه احد ثم لحق بأرضه . فأخبر أبرهة أن الذي صنع هذا هو من أهل ذاك البيت الذي تريد أن تصرف الناس عنه إلى بيتك هذا فغضب أبرهة وحلف ليسيرن إلى الكعبة فيهدمها ، فتجهز هو وجيشه وخرجت معه الفيلة والعرب لم تر الفيلة من قبل ، قيل أول من ذلل الفيلة رجل يقال له أفريدون إبن أدغيان ذكره ابن كثير في البداية والنهاية . أما أول من سخر الخيل وركبها فطهمورس وهو الملك الثالث من ملوك الدنيا ويقال أن أول من ركبها هو إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام ويحتمل أنه أول من ركبها من العرب والله أعلم . يقال أيضا أن الفيلة مع عظيم خلقها إلا أنها تخاف من الهرة يعني من القطط فسبحان الذي خلق وفرق . فلما خرج أبرهة وجيشه وسمعت بذلك العرب فأعظموا ذلك الأمر ورأوا جهاده حقا عليهم ، الجاهلية تدافع عن جاهليتها ، قال فلما خرج أبرهة وجيشه وسمعت بذلك العرب فأعظموا ذلك الأمر ورأوا جهاده حقا عليهم ، حينما سمعوا أنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام ، فخرج له رجل من أشراف اليمن يقال له ذو نفر ومعه قومه ومن أجابه من سائر العرب فهزمهم أبرهة وأسره ولكنه لم يقتله لما قال له ذو نفر لا تقتلني عسى أن يكون بقائي معك خيرا من قتلي ، فلما بلغ أرض خثعم عرض له نفيل ابن حبيب الخثعمي في قبيلتي خثعم وهما شهران وناهس فهزمهم أبرهة وجيء بنفيل أسيرا فقال" يا أيها الملك لا تقتلني فأنا دليلك بأرض العرب وهاتان يداي عن قبيلتي خثعم شهران وناهس هاتان يداي عنهما بالسمع والطاعة فخلى سبيله وخرج معه ، فلما مر بالطائف خرج إليه مسعود ابن معتب في رجال من ثقيف فقالوا يا أيها الملك إنما نحن عبيدك ، (اسمع الخونة) ، يا أيها الملك إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون لأمرك ليس بيننا وبينك خلاف فأنت لا تريد بيتنا كان عندهم بيت يسمى باللات إنما أنت تريد بيتهم حيث مناة والعزى حيث أصنام قريش وبيت قريش إنما تريد البيت الذي بمكة ونحن نبعث معك من يدلك فتجاوز عنهم أبرهة . قال ابن اسحاق : واللات بيت لهم بالطائف كانوا يعظمونه أكثر من تعظيمهم للكعبة قال فبعثوا معه أبا رغال يدله على الطريق إلى مكة حتى إذا أنزله بالمغمس مات أبو رغال فرجمت العرب قبره ، قال جرير : اذا مات الفرزدق فارجموه كرجمكم لقبر أبي رغال قال ابن اسحاق : فلما وصل ونزل أبرهة في المغمس بعث رجل من الحبشة يقال له الأسود ابن مقصود على خيل له فانتهى إلى مكة فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم إستولى على أموالهم وأصاب منها مائتي بعير لعبد المطلب ابن هاشم وهو يومئذ كبير قريش وسيدها ، فهمت قريش وكنانة وهذيل ومن كان بذلك الحرم أن يقاتلوا أبرهة فعلموا أن لا طاقة لهم بقتاله فعدلوا عن ذلك ، وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة وقال له " إسأل عن سيد أهل البلد وشريفهم وقل له إن الملك يقول إني لم آت لحربكم إنما جئت لهدم هذا البيت ، لم آت لقتالكم وحربكم إنما جئت لهدم هذا البيت فان لم تعرضوا لنا بحرب فلا حاجة لنا بدمائكم ، فإذا هو لم يرد حربي يقول أبرهة لمرسوله فإذا هو لم يرد حربي فأتني به " ،( جيبه أتفاهم أنا وإياه) ، فجاء حناطه إلى مكة وسأل عن سيدها وشريفها فقيل له عبد المطلب ابن هاشم ، فجاءه وأخبره بما أخبره به أبرهة فقال عبد المطلب " والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقه هذا بيت الله الحرام وبيت خليله ابراهيم عليه السلام أو كما قال فأن يمنعه الله منه فهو حرمه وإن يخلي بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عن ذلك ، فقال حناطه اذا تعال معي إلى الملك " فجاءه وكان عبد المطلب من أوسم الناس وأعظمهم وأجملهم ، فلما رآه أبرهه أجله وأكرمه ونزل من سريره وجلس على بساطه وأجلسه معه ثم قال لترجمانه " قل له ما حاجتك ؟ فقال عبد المطلب أن يرد علي الملك مائتي بعير قد أصابها لي فلما قال ترجمانه ذلك قال أبرهة لقد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيت هو دينك ودين آبائك وأجدادك قد جئت لأهزمك فلا تردني عنه ؟ فقال عبد المطلب أما الإبل فأنا ربها يعني سيدها ومالكها وأما البيت فله رب يحميه وله رب سيمنعك " ، فقال أبرهة : ماكان ليمتنع عني خاب وخسر كما خسر الذي قال : سنهزمهم ولو أن محمدا ورب محمد معهم ، فقال عبد المطلب أنت وذاك . قال ابن إسحاق : قيل انه قد دخل مع عبد المطلب على أبرهة يعمر ابن نفاثه سيد بني بكر وخويلد ابن وائلة الهذلي فعرضوا على أبرهة ثلث أموال تهامة على أن يرجع عنهم ولا يهدم البيت فأبى عليهم ذلك والله أعلم إن صح هذا أم لا . فلما إنصرفوا عنه انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم بالخبر وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز في شعف الجبال أي اللجوء إلى رؤوس الجبال ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده وقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة " لاهم أي اللهم إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك لا يغلبن طليبهم ومحالهم غدوا محالك إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك " قال ابن هشام هذا ما صح لي منها . قال ابن اسحاق : ثم انطلق عبد المطلب وأهل مكة إلى الجبال يتحرزون فيها ينتظرون ما يفعل أبرهة ، فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيلته وعبأ جيشه وكان أسم الفيل محمود وسائسه يسمى أنيس فلما وجهوا الفيل إلى مكة أقبل نفيل ابن حبيب الخثعمي سيد شهران وناهس وقام إلى جنب الفيل ثم أخذ بأذنه فقال أبرك محمود يخاطب الفيل في أذنه أبرك محمود أوأرجع راشدا من حيث أتيت فإنك في بلد الله الحرام ثم ترك أذنه فبرك الفيل . قال السهيلي : أي سقط على الأرض وليس من شأن الفيله أن تبرك على الأرض ثم ولى نفيل ابن حبيب حتى صعد الجبل وضربوا الفيل ليقوم من مكانه فأبى فضربوا رأسه بالطربزين أي بالفأس فأبى فأدخلوا محاجن أي مثل الحديد المعقوف فأدخلوا المحاجن في مراقه أي ما رق ولان من جلده فأبى أن يقوم فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول ووجهوه إلى الشام فقام يهرول ووجهوه إلى المشرق فقام يهرول فوجهوه إلى مكة فبرك فبينما هم على تلك الحال والفيل يأبى عليهم ، إذ أرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لا تصيب أحدا منهم إلا هلك ، وليس كلهم أصابت ، فولوا الأدبار هاربين يبحثون عن الطريق التي جاءوا منها ويسألون عن نفيل ابن حبيب ليدلهم على الطريق الذي يصلون به إلى اليمن في أسرع وقت فقال نفيل في ذلك حمدت الله إذ أبصرت طيرا وخفت حجارة تلقى علينا وكل القوم يسأل عن نفيل كأن علي للحبشان دينا قال ابن اسحاق : فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل واد ، وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم تساقط أناملة أنملة أنملة يتقطع جسده قطعة قطعة حتى قدموا به إلى صنعاء وهو مثل فرخ الطائر فما لبث أن مات وأنصدع صدره عن قلبه حتى لا يتعدى على حرمات الله حتى لا يخطر على باله أن يتعدى على حرمات الله . قال ابن اسحاق : فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم كان مما يعدد الله على قريش من نعمته وفضله ما رد عنهم من أمر الحبشة أصحاب الفيل . فقال جل من قائل سورة نقرأها لكن هل إستشعرنا قدرة القادر تبارك وتعالى في هذه الأسطر القليلة سورة نكررها في كل يوم في صلواتنا وفي نوافلنا لكن هل إستشعرنا قدرة القادر في هذه الأسطر القليلة ....... بسم الله الرحمن الرحيم ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ ) أضعف المخلوقات طير أبابيل بأصغر الأسلحة حجارة ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) أثبتها الله في كتابه العزيز وأشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في أصح كتب السنة عند البخاري ومسلم وأتت تفاصيلها في كتب السير والتاريخ وكتب التفاسير ، أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى إشارات منها . فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية سار حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت فيه راحلته في ذلك المكان فقال الناس حل حل كلمة تقال للناقة إذا امتنعت عن المسير فألحت تمادت على عدم القيام فقالوا خلأت القصواء يقال ألح الجمل وخلأت الناقة إذا إمتنعت عن عن المسير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل . نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى من استن بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد أحبتي .... أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، اتقوا الله عباد الله ، ومن تقواه تأمل وتدبر مثل هذه الآيات العظام التي تدل على قدرة الباري والتي تبين أنه لا يعلم جنود ربك إلا هو ... حادث الفيل حدث عظيم فيه إشارات وآثار إيمانية أولها : بيان شرف الكعبة أول بيت وضع للناس كيف كان المشركون يعظمونها ولذا حسدهم أبرهة الحبشي فأراد هدمها كما هم يحسدوننا اليوم . من الآثار أيضا زاد الإسلام الكعبة شرفا وحرمة فلم يكن إهلاك أبرهة ومن معه لحرمة سكان مكة فلم يكن فيهم إلا ذاك الحمل الطاهر الذي تحمله آمنة بنت وهب في أحشائها ، ولد النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الحادثة بكم ؟ بخمسين يوما إذا هو في ذلك الحين كان حمل في بطن أمه ، وتذكر هذا وفي قوله تبارك وتعالى : ( أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ ) قال الرازي: أعلم أن الكيد هو مضرة بالغير على الخفية ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) فان قيل لما سماه كيدا وأمره كان ظاهرا ، فإنه كان يصرح بهدم البيت ... قال الرازي : قلنا نعم لكن الذي كان في قلبه أشد مما كان يظهره لأنه كان يضمر الحسد للعرب وكان يريد هو أن يسلبهم ذلك الترف الحاصل لهم بسبب الكعبة يريد أن يصرف ذلك إلى كنيسته وبلده قال سبحانه ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) وقال تعالى ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) المطلوب ( فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) . المطلوب ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) المطلوب ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) من الآيات والعبر في سورة الفيل وحادث الفيل أن الله قهرهم حتى لا يظفروا فلو ظفروا سبيت أم النبي صلى الله عليه وسلم فسبي أطهر البشر . من الآيات العظام والدلائل العظام ، لو أن أبرهة ظفر ، لسبي نساء مكة ولو سبي نساء مكة لسبيت أم النبي صلى الله عليه وسلم ولسبي أطهر البشر ، فكانت الآية لحرمة ذلك الجنين الذي في بطن أمه الذي أخرج الله به البشرية من الظلمات إلى النور . قال شيخ الإسلام وقد تواترت قصة أصحاب الفيل ، فكان ذلك عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم وكان جيران البيت مشركين يعبدون الأوثان ودين النصارى خير منهم ، فعلم بذلك أن هذه الآية لم تكن لأجل جيران البيت بل كانت لأجل البيت أو لأجل ذلك الحمل الذي كان في بطن أمه الذي ولد في ذلك العام عند البيت أو لمجموعهما حرمة البيت وحرمة ذلك الجنين ، وأي ذلك كان فهو من دلائل نبوته . كيف نربط بين الأمس واليوم .... أقول الذي حمى البيت سابقا قادر على أن ينصر أهله الموحدين اليوم ، الذي حمى البيت سابقا وسكانه من المشركين قادر على أن ينصر أهله الموحدين وينتقم لكتابه من القوم الكافرين ولنا ،في هذا حديث في أسبوع قادم بإذن الواحد الأحد . اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين ، اللهم أحفظ بلادنا وبلاد المسلمين وأصلح ولاة أمورنا وأصلح ولاة أمور المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أأمتنا وولاة أمورنا ، إهدنا سبل السلام يا ذا الجلال والإكرام اللهم عليك بالنصارى المشركين الصليبيين ، اللهم عليك بهم وباليهود الغاصبين وبالشيوعيين الحاقدين وبالوثنيين والمنافقين وأعداء الملة والدين ، اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم الذي أقذف الرعب في قلوبهم وأمطر عليهم حجارة من سجيل اللهم أجعل كيدهم في تظليل اللهم من أرادنا ونساءنا وديننا وبلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه وأجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين اللهم رد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين ، وحقد الحاقدين ، وحسد الحاسدين ، يا قيوم السماوات والأراضين ، أنصر المجاهدين في سبيلك اللذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك انصرهم في فلسطين ، والشيشان ، وفي العراق وفي أفغانستان وفي كشمير وفي الفلبين وفي السودان وفي كل مكان يا رب العالمين ، كن لهم عونا وظهيرا ومؤيدا ونصيرا . اللهم كما حميت بيتك بطير تحمل حجارة من سجيل اللهم انصر اخواننا المستضعفين بجند من جندك يارب العالمين ، يا من لك جنود السماوات والأرض ويا من لا يعلم جنودك إلا أنت ، اللهم انصر الإسلام والمسلمين ودمر الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين . اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بأسوأ ما عندنا يا قيوم السماوات والأراضين . عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . ==== ............................. تحياتي _.-*-._zezo_.-*-._zezo2_.-*-._@nimbuzz.com لمزيدمن الدروس والاسئله والقصائدوالادعية يرجي زيارة موقع http://txtislamy.hexat.com